يوليو 27، 2011

هل هذه النقاط فعلا تعيق تقدم غنو+لينكس و وصوله إلى عامة الناس؟

في هذا الموضوع سأكتب عن بعض النقاط التي أراها أو يتصورها البعض تعيق تقدم غنو+لينكس و وصوله بفكرته التي خرج منها - البرمجيات الحرة و المصادر المفتوحة - إلى عامة الناس.

* استخدام غنو/لينوكس يعني الإستغناء عن كل برامج نظام ويندوز. بمعنى إنسى أي شيء بامتداد exe.

هذه الفكرة لوحدها مرعبة. باختصار تنفصل عن أكثر من 85% من مستخدمي التقنية. ثم ليست البرامج فقط هي ما تخسره بل حتى تعريفات العتاد و إختفاء إمكانية الحصول على دعم فني/تقني حتى بمقابل مادي فما بالك من طرف صديق أو مقرب مهوس بالتقنية.

نعم هناك WINE و هو ليس بمحاك لنظام ويندوز بل برنامج يخلق طبقة من الواجهات البرمجية التي تتيح تشغيل برامج ويندوز بصفة حقيقية على جنو/لينكس. هل لاحظت التعقيد في شرح التقنية!؟ زد على ذلك طربقة إعداد و تثبيت البرامج بواسطته.

قاعدة بيانات Wine لتشغيل برامج ويندوز تضم أكثر من 17.000 برنامج تعمل إما بشكل كلي و جيد، أو جزئي أو تحتاج إلى إعدادات، ملحقات، برامج و مكتبات إضافية من منصة ويندوز كي تتمكن من العمل على لينوكس بواسطة Wine.

هذا الرقم (17.000<) في حد ذاته هائل و تطلب مجهودا و وقتا لا يستهان بهما لكن هل يضمن ذلك العدد عمل كل برامج ويندوز. الجواب هو لا. الإصدارات الحديثة لويندوز هي أيضا لا تضمن عمل كل البرامج لكن على الأقل المستخدم يعلم بوجود إصدار أقدم لويندوز متوافق مع برنامجه.


* الحرية كما هي معروفة عند مستخدمي البرمجيات الحرة لا قيمة لها

مستخدموا ويندوز لا يشعرون أبدا بأي تقيد؛ في النهاية هم قادرون على اختيار برامجهم، تثبيتها، إزالتها و حتى تخصيصها بالإضافات و البرامج التي تزيد من خصائصها. ويندوز نفسه يستطيعون التعديل في مظهره رغم أن ذلك يعتبر اتهاكا لاتفاقية الإستخدام التي وافقوا عليها عند تثبيته و يعرضهم لإمكانية خسران الدعم الفني المدفوع. لكن لا يهم، ويندوز تسهل إعادة تثبيته و هم تعودا على ذلك، و تلك هي القاعدة لا الإستثناء.

ثم إن أرادت شركة كمايكرسوفت أو أبل أو غيرها من التضيق على مستخديمها الغير المرخصين يأتي من يكسر أية عوائق و تقنيات حماية جديدة و يوفر برامج بمجان كي تزيلها: WGA, OGA, Jails...

أيضا، آخر إصدارات برامج ويندوز تملأ شبكة الأنترنت و الأسواق السوداء المحلية و يمكن الحصول عليها بكامل خصائصها بطريقة غير قانونية بأبخس الأثمان و بالمجان من صديق.

أما المصدر البرمجي فلا يهم أحد، ماذا سيفعل به!؟ خصوصا إذا كانت النيتجة من ورائه هي الحصول على برنامج جاهز قابل للتشغيل. لم كل هذا التعب و هو موجود و بمثبت سهل الإستخدام!؟


* كثرة الخيارات و أسماء البرامج غريبة جدا

كيدي أم جينوم أم تلك المسمات يونتي؟ أبونتو أم دبيان؟ أبونتو العادي أم بالدعم الطويل؟ فيدورا أم أبونتو؟ ثم بعدها: حزم deb أم rpm أم المصدرية؟ أي إصدار نواة أستعمل؟ كيف أجمع النواة لآخر إصدار.

لاحظ معي أن الإرتباك الذي يشعر به مستخدم ويندوز ليس بسبب كثرت البرامج المكتبية المستعملة بشكل يومي بل فيما يعتبر أساس النظام. بإختصار لا وجود لأرض صلبة، لا يمكن أن تعرف الأدوات و البرامج المتوفرة مع توزيعة غنو/لينكس! و لا الإصدار الفعلي لها و لا الخصائص التي تم تفعيلها عند تجميع تلك البرامج و كيف تختلف عن المصدر/المنبع/المطور الأصلي.

فكرة إذهب إلى موقع البرنامج و حمل منه الإصدار الأخير ثم ثبته بنقرة زر ليست متداولة أو ليست بتلك السهولة؛ ثم  إن وجدت برنامج يتيح حزم جاهزة فغالبا لن تعمل معك إلا إذا كنت قد ثبت مسبقا كل الإعتمادات أو متصل بالنت أثناء تثبيتها كي تتوصل بكل ما هو ناقص من المستودع الخاص بتوزيعتك "إن" كانت توفره بالإصدار المناسب. هنا تظهر منصة غنو/لينكس كأنها غير مرنة كفاية.

هذه الأشياء يعرف كيف يتعايش مها مستخدوا غنو/لينكس الذين ربما كانوا أيضا من مستخدمي ويندوز في السابق.

بالنسبة لمستخدمي ويندوز عندما يحتاجون إختيار برنامج ما من بين البرامج أو اختيار الإصدار المناسب يختارون في الغالب برنامج الشركة الأكثر سيطا ثم بالنسبة للإصدار يختارون أي إصدار فيه كلمة: Mega, Plus, Pro, Corporate, Total, Ultimate, eXtreme, Suite, Pack, Black/Dark edition المهم أي إصدار به كل الخصائص حتى و إن لم يحتجها أبدا فهو في آمان و لم يفته شيء.

ثم بالنسبة للأسماء:
هل تنطق لينكس أم لينوكس أم لاينوكس؟ غنو أم جنو  أم جي إن يو؟ كيدي، كي دي إي؟...
و هنا لا أقصد النطق العربي لها بل النطق الأجنبي. عليك أن تبحث في كل صفحة مشروع أو على ويكيبيديا كي تعرف كيف يجب أن تنطق الإسم الصحيح.


* الصراع الأبدي بين أنصار المصادر المفتوحة و البرمجيات الحرة، بين أنصار الرخص البرمجية، بين أنصار اللغات البرمجية، بين أنصار....

أنصار التوزيعات في صراع و مناوشات مستمرة. تقريبا أي شيء في مجال البرمجيات الحرة و المفتوحة المصدر منفصل إلى فريقن أو أكثر و في الغالب يلمس مستخدم ويندوز نوع من التعصب و هذا فعلا مزعج و مضر.

=> إستخدم ما ارتحت إليه و يعجبك و تجنب التصنيف!


* لا وجود لعلامة تسويقية معروفة يتبهى بها المستخدم
بماذا يمكن أن يتميز شخص باستخدامه لبرنامج يمكن أن يحصل عليه شخص آخر بالمجان!؟


* كل البرامج فيها علل أمنية و يمكن استغلال ثغراتها المكتشفة.
صحيح، لكن - على سبيل المثال - نظام موجه للخوادم بواجهة رسومية اكتشفت فيها علة خطيرة تفرق عن خادم يعمل عليه فقط ما هو ضروري.


* المجتمعات التي تحيط البرامجيات الحرة و المفتوحة المصدر ليست مرحبة دائما

الكل تقريبا في عالم البرامجيات الحرة و المفتوحة المصدر يقدم الدعم و المساعدة المجانية على حساب وقته و بالقدر الذي يعرفه أو الذي يستطيع أن يقدمه. هناك مصادر عديد يمكن أن يستعين بها القادم الجديد للمنصة الحرة: كتب، دليل، توثيق رسمي، مدونات، شرح،.. كخلاصة هناك شيء إسمه "البحث" على النت تعلم كيف يمكن أن تستفيذ منه قبل أن تستنزف وقت الآخرين أو يتجاهلوا الرد على سؤالك.

=> كل ما كُتب كُتب ليقرأ!


* ليس هناك ضمان بأن عتاد ما سيعمل على توزيعة معينة أو على غنو/لينكس أو غيره من الأنظمة الحرة

صحيح لأن أغلب مصنعي العتاد لا يكترثون لك و لا لحريتك. هم يكترثون فقط لمحفظتك.
على غنو/لينكس أو غيره إما أن يعمل العتاد تلقائيا، أو بخطوات إضافية (أحيانا تبدوا أو تكون فعلا معقدة) أو لا يعمل نهائيا. أحيان بعض العتاد يعمل على غنو/لينكس أفضل من ويندوز أو غيره.

الحال يتحسن باستمرار و هو بشكل عام أفضل من ويندوز أو غيره إن أزلت دعم المصنع نفسه.

بالنسبة لإختلاف الدعم بين التوزيعات نفسها فذلك راجع إما لسياستها في دعم العتاد الذي يتطلب أجزاء برمجية لا تتمشى مع مبادئ الحرية كما عرفتها مؤسسة البرمجيات الحرة، أو يكون يسبب تاريخ الإصدار بمعنى أنه إصدار بتاريخ أحدث غالبا يقدم دعم أفضل.


* التعصب للبرمجيات الحرة و المفتوحة المصدر و كره مايكرسوفت و آبل و...

مستخدموا البرمجيات الحرة و المفتوحة المصدر يعلمون يقينا أنه لا ضرر منها على الفرد أو المجتمع، على المدرسة أو الطالب لأنها تضمن حرية المعرفة و التعلم، تحترم لغة المجتمعات، تتيح فرصة الإبتكار و التميز، إقتصادية و غير مسرفة و لا تكرس النمط الاستهلاكي. يعلمون أنها متفوقة تقنيا على أغلب الحلول المغلقة المصدر و قادرة على التفوق على البعض الآخر.

مايكرسوفت كأغلب الشركات تسعى إلى تحقيق البقاء و الإستمرار محققة أقصى ربح ممكن، لن تتردد في قمع المنافسة بأية طريقة "قانونية" ممكنة لأجل السيطرة على أكبر حصة ممنكنة من سوق دون أن تصل إلى الإحتكار ﻷن ذلك سيكلفها غليا في بعض الدول.

مايكرسوفت و غيرها ماضيها يسبقها و حاضرها دليل عليها. المبادئ و الأهذاف متعارضة على مستوى الجدور.

في مجتمع البرمجيات الحرة و المفتوحة المصدر المواقف تجاه مايكرسوفت أو غيرها تختلف من شخص إلى آخر؛ من الذي يحب منتجاتها، للذي يكرها أو لا يكترث لها تماما. المهم مهما كان الموقف لن يغير من الواقع شيء، تطوير و تحسين البرامج سيفعل و عند النزاع فالقانون قبل للإستغلال من جانبيه.


* بما أن البرمجيات الحرة و المفتوحة المصدر متاحة في أي وقت و ستبقى كذلك فما الفائذة من الإنتقال إليها الآن

لأن في كثرت العدد - بمستخدمين على قدر جيد من الوعي و فهم لحقوق الملكية الفكرية و الرخص البرمجية و القوانين التي تظبط عالم التقنية إلى جانب كل من يمكنهم المساهمة برمجيا أو بأية طريقة أخرى - حماية لإستمرار تلك البرمجيات و لمبادئها و فكرتها. في كثرت العدد قوة ضغط أثبتت فاعليتها في الماضي (مثل التخلص من DRM أو القيود الرقمية) و الحاضر و ستزيد في المستقبل.

كما أن الفكرة نفسها ألهمت ظهور مشاريع أخرى: ted.com wikipedia.org creative commons


* غنو+لينكس يحتاج إلى دراية تقنية متعمقة وهو معقد و صعب التعلم و التعامل المعه ليس سهلا. التوثيق نفسه ليس متاحا بوفرة ويندوز.

نعم غنو/لينكس كنظام لن يضع أمامك حواجز. أنت كمستخدم يمكن أن تتعلم و تعرف طريقة عمل أية جزئية في النظام. ثم بالتأكيد ليس كل الناس و لا أغلبهم يحتاجون إلى ذلك.

فعلا هو أشمل و أوسع وبالتالي يظهر وكأنه أكثر تعقيدا. ويندوز و ماك معقدين كذلك كنظام لكن المستخدم يكتفي بتعلم و استخدام برامجه المكتبية اليومية.

ثم بسبب حرية الاختيار يمكن أن تصف بعض البرامج أو الخطوات اللازم القيام بها لتنفيذ مهمة معينة أكثر تعقيدا أو تظهر لك كذلك فقط لأنها مختلفة عما تعودت عليه.

نعم التوثيق العربي ليس متاحا بالكمية والتنوع المطلوبين لكن هذه المهمة تقع علينا كلنا.



* ما رأيك هل هناك أسباب أخرى!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق